حرقة المعدة، حموضة المعدة، ارتجاع مريئي ... أصبحنا نستخدم هذه المصطلحات كثيرا في حياتنا اليومية وذلك لأن أغلبنا أو كلنا قد شعرنا يوما ما بحرقة أو حموضة في المعدة. وأيضا لأنه أصبح واحدا من أكثر الأمراض شيوعا في العالم وتزداد نسبة الناس الذين يعانون منه يوما بعد يوم.
ولكن هل هذه المصطلحات تعني نفس الشيء؟
- الارتجاع المريئي: هو ارتفاع الحمض من المعدة إلى المريء
- حرقة أو حموضة المعدة: هو الشعور الغير مريح الذي غالبا يكون في جهة الصدر والذي يسببه ارتفاع الحمض وقد لايستدعي ارتفاع الحمض لكي نشعر بهذا الشعور. غالبا يكون بعد الأكل ويزداد سوء قبل النوم.
الأعراض تختلف من شخص لآخر ومنها:
- الغثيان
- الشعور بحرارة أو حرقة وألم في الصدر وقد يشعر البعض بأنها مشكلة في القلب ولكن هي بسبب وجود الحمض في المريء
- الشعور بالامتلاء والشبع
- ألم في الحلق وصعوبة في البلع
- صداع مزمن لايعرف سببه
- أعراض تنفسيبة مشابهة لأعراض الربو مثل السعال وضيق في التنفس والتعب
- الانتفاخ وعسر في الهضم في بعض الحالات
- هذه الأعراض قد تزداد في حدتها بعد تناول وجبة كبيرة أو عند الاستلقاء
أسبابها كثيرة ولكن أبرزها:
- بعض الأكل والمشروبات التي تزيد نسبة الحمض في المعدة وتسبب في تفاقم المشكلة مثل:
o الأكل الحار والبهارات
o الدهون والمقليات
o البصل والثوم
o الأكل الحمضي مثل الليمون والطماطم
o المشروبات الغازية
o القهوة والشاي
- التدخين
- الوزن الزائد وقلة الحركة
- القلق والتوتر
-السهر والنوم المتقلب
- بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب وارتفاع ضغط الدم وبعض مسكنات الألم مثل الايبوبروفين (البروفين)
على الرغم من تعدد المصطلحات لوصف هذه الحالة المرضية واختلاف الأعراض الا أن العلاج واحد في أغلب الحالات:
- في البداية يجب علينا تفادي المثيرات التي تسبب المشكلة وكل شخص يعرف مثيره
- ونحاول أن نتبنى طرق صحية في حياتنا اليومية مثل الأكل الصحي وشرب كمية كافية من الماء والرياضة وتخفيف الوزن والنوم الجيد
- نقسم الطعام لوجبات صغيرة بدلا من وجبات كبيرة
- نتجنب الاستلقاء بعد الأكل
- نتجنب لبس الملابس الضيقة
- نواجه المشاكل النفسية مثل القلق والتوتر والاكتئاب
لو حاولنا ولكن نحتاج مساعدة دوائية لدعم نجاحنا في حل المشكلة فهذا طبيعي جدا ولكن يجب علينا اتباع الخطوات التالية:
بالإضافة للالتزام بالطرق الصحية لتفادي حموضة المعدة يمكننا أخذ أدوية تسمى بمضادات الحموضة
مضادات الحموضة:
- عبارة عن أملاح على شكل كربونات الكالسيوم أو كربونات المغنسيوم أو كربونات الصوديوم التي تساعد في تعديل مستويات الحموضة في المعدة
- تتوفر في الصيدليات على شكل أقراص مضغ أو شراب مثل ريني وأقراص جافيسكون و شراب جافيسكون.
- تستخدم بعد الوجبات وقبل النوم وتختلف الجرعة من منتج لآخر
- توفر راحة سريعة في مدة 15 دقيقة ولكن مفعولها لايدوم طويلا
- هذه الأدوية مناسبة للأعراض الخفيفة والغير مستمرة
لو أننا اتبعنا نظام صحي جيد وجربنا أخذ مضادات الحموضة ولكن مازالت الأعراض مزعجة خصوصا قبل النوم أو حاولنا اتباع نظام جيد ولكن لايمكننا تجنب كل الأكل المثير فورق العنب لايمكن أكله بدون ليمون وبهارات حارة والعيد لايحلو إلا بوليمة دهنية...ففي هذه الحالة يمكننا البدء بأدوية تسمى بمضادات الهيستامين:
مضادات الهيستامين: (H2 Blockers)
- هذه مضادات هيستامين مخصصة للعمل في المعدة وتختلف عن مضادات الهيستامين المستخدمة للحساسية
- هذه الأدوية يمكنها تقليل افراز حمض المعدة
- تستخدم في الحالات التي يكون أكل معين قد يثير حموضة المعدة أو في حين الأعراض تتفاقم قبل النوم
- توجد في الصيدليات على شكل فاموتيدين (فامودار) و نيزاتيدين (فيكسيت) وغيرها
- يفضل تناولها قبل تناول الأكل المثير للارتجاع أو قبل النوم ب 30 دقيقة
- الجرعة المعتادة تكون قرص واحد يوميا عند الحاجة
- جيدة جدا لتوفير راحة في غضون 30 دقيقة من تناولها ومفعولها يدوم لمدة 12 ساعة تقريبا
- يمكن استخدامها بالإضافة لمضادات الحموضة لتوفير راحة أكثر
- هي أدوية ليست مشهورة كثيرا في الصيدليات مع الأسف بسبب سرعة لجوء الكثير من المرضى والأطباء لمثبطات مضخة البروتين في المعدة قبل تجربة أدوية آمنة أكثر
مثبطات مضخة البروتين: (Proton Pump Inhibitors)
- يمكن لهذه الأدوية من تقليل إفراز حمض المعدة ومفعلوها أقوى من مضادات الهيستامين
- تستخدم في حين أننا جربنا الحلول السابقة ولكن مازالت الأعراض مستمرة طوال أو أغلب اليوم
- توجد في الصيدليات على أشكال كثيرة وأشرها أوميبرازول (جاسيك)، إيزوميبرازول (نيسكسيوم) ، و بانتوبرازول (بانتوماكس)
- نبدأ بأخذ أصغر جرعة ممكنة ونتناول قرص واحد قبل الفطور (أو أول وجبة لك في اليوم) ب 30 دقيقة مرة واحدة يوميا
- سنشعر بالتحسن في غضون 30 دقيقة إلى ساعة ولكن المفعول التام لايحصل إلا بعد 7 أيام
- نستمر لمدة 14 يوم واذا لم تتحسن الحالة فيجب علينا مراجعة الطبيب
- لايجب الاستمرار على هذه الأدوية لمدة طويلة لأنها قد تسبب نقص في مستويات المغنيسوم والحديد وفيتامين ب 12 بالإضافة الى التهاب في الرئة وهشاشة العظام وفقدان الذاكرة.
لو أننا جربنا جميع الطرق السابقة ومازالت الأعراض مستمرة ففي هذه الحالة يجب علينا مراجعة الطبيب المختص لعمل فحوصات مثل:
- المنظار المريئي للكشف عن قرحة في المعدة
- جرثومة المعدة
- حساسية الفركتوز أو اللاكتوز
دمتم بخير
فاطمة اطفيف، دكتورة صيدلانية